فصل: استيلاء يحكم على الأهواز.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.استيلاء يحكم على الأهواز.

ولما امتنع ابن البريدي من الإفراج عن البصرة بعث ابن رائق العساكر مع بدر الحريشي ويحكم مولاه وأمرهم بالمقام بالجامدة فتقدم يحكم عن بدر وسار إلى السوس وجاءته عساكر البريدي مع غلامه محمد الجمال في ثلاثة آلاف ومع يحكم مائتان وسبعون من الترك فهزمهم يحكم ورجع محمد بن الجمال إلى ابن البريدي فعاقبه على انهزامه وحشد له العسكر فسار في ستة آلاف ولقيهم يحكم عند نهر تستر فانهزموا من غير قتال وركب ابن البريدي السفن ومعه ثلثمائة ألف دينار ففرق أصحابه وماله ونجا إلى البصرة وأقام بالأبلة وبعث غلامه إقبالا فلقي جماعة من أصحاب ابن رائق فهزمهم وبعث ابن رائق مع جماعة من أهل البصرة يستعطفه فأبى فطلبوا البصرة فحلف ليحرقنها ويقتل كل من فيها فرجعوا مستبصرين في قتاله وأقام ابن البريدي بالبصرة واستولى يحكم على الهواز ثم بعث ابن رائق جيشه في البحر والبر فانهزم عسكر البر واستولى عسكر الماء على الكلا فهرب ابن البريدي في السفن إلى جزيرة أوال وترك أخاه أبا الحسن في عسكر بالبصرة فدفع عسكر ابن رائق عن الكلا فسار ابن رائق من واسط واستولى يحكم على الأهواز وقاتلوا البصرة فامتنعت عليهم وسار أبو عبد الله بن البريدي من أوال إلى عماد الدولة بن بويه بفارس فأطمعه في العراق وبعث معه أخاه معز الدولة إلى الأهواز فسير إليها ابن رائق مولاه يحكم على أن يكون له الحرب والخراج وأقام ابن البريدي على البصرة وزحفت إليه عساكرهم فأعجلوه عن تقويض خيامه فأحرقها وسار إلى الأهواز مجردا وسبقه عساكره إلى واسط وأقام عند يحكم أياما وأشير عليه بحبسه فلم يفعل ورجع ابن رائق إلى واسط.

.استيلاء معز الدولة على الأهواز.

لما سار أبو عبد الله بن البريدي من جزيرة أوال إلى عماد الدولة ابن بويه بفارس مستجيرا به من ابن رائق ويحكم ومستنجدا عليهم طمع عماد الدولة في الإستيلاء على العراق فسير معه أخاه معز الدولة أحمد بن بويه في العسكر ورهن ابن البريدي عنده ولديه أبا الحسين محمدا وأبا جعفر الفياض وسار يحكم للقائهم فلقيهم بأرجان فانهزم أمامهم وعاد إلى الأهواز وخلف جيشا بعسكر مكرم فقاتلهم معز الدولة ثلاثة عشر يوما ثم انفضوا ولحقوا بتستر وملك معز الدولة عسكر مكرم وذلك سنة ست وعشرين وسار يحكم من الأهواز إلى تستر وبلغ الخبر إلى ابن رائق بواسط فسار إلى بغداد وجاء يحكم من تستر إلى واسط ولما استولى معز الدولة وابن البريدي على عسكر مكرم ولقيهم أهل الأهواز وساروا معهم إليها فأقاموا شهرا ثم طلب معز الدولة من ابن البريدي عسكره الذي بالبصرة ليسير بهم إلى أخيه ركن الدولة بأصبهان لحرب وشمكير فأحضر منهم أربعة آلاف ثم طلب من عسكره الذين بحصن مهدي ليسير بهم في الماء إلى واسط فارتاب ابن البريدي وهرب إلى البصرة وبعث إلى عسكرها الذين ساروا إلى أصبهان وكانوا متوقفين بالسوس فرجعوا إليه ثم كتب إلى معز الدولة أن يفرج له عن الأهواز ليتمكن من الجباية والوفاء بها لأخيه عماد الدولة وكان قد ضمن له الهواز والبصرة بثمانية عشر ألف ألف درهم فرحل معز الدولة إلى عسكر مكرم وأنفذ ابن البريدي عامله الأهواز ثم بعث إلى معز الدولة بأن يتأخر إلى السوس فأبى وعلم يحكم بحالهم فبعث جيشا استولوا على السوس وجندي سابور وبقيت الأهواز بيد ابن البريدي ومعز الدولة بعسكر مكرم وقد ضاقت أحوال جنده ثم بعث إليه أخوه عماد الدولة بالمدد فسار إلى الأهواز وملكها ورجع ابن البريدي إلى البصرة ويحكم في ذلك مقيم بواسط وقد صرف همه إلى الاستيلاء على رتبة ابن رائق ببغداد وقد أنفذ له ابن رائق علي بن خلف بن طباب ليسيروا إلى الأهواز ويخرجوا ابن بويه ويكون يحكم على الحرب وابن خلف على الخراج فلم يلتفت يحكم لذلك واستوزر علي بن خلف ويحكم في أحوال واسط ولما رأى أبو الفتح الوزير ببغداد إدبار الأحوال أطمع ابن رائق في مصر والشام وقال: أنا أجبيهما لك وعقد بينه وبين ابن طغج صهرا وسار أبو الفتح إلى الشام في ربيع الآخر وشعر ابن رائق بمحاولة يحكم عليه فبعث إلى ابن البريدي بالإتفاق على يحكم على أن يضمن ابن البريدي واسط بستمائة ألف فنهض يحكم إلى ابن البريدي قبل ابن رائق وسار إلى البصرة فبعث إليه ابن البريدي أبا جعفر الجمال في عشرة آلاف فهزمهم يحكم وارتاع ابن البريدي لذلك ولم يكن قصد يحكم إلا الإلفة فقط والتضرع لابن رائق فبعث إليه بالمسالمة وأن يقلده واسط إذا تم أمره فاتفقا على ذلك وصرف نظره إلى أمر بغداد.